بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين القرآن الكريم و الحديث القدسي :
تمهيد :
للعلماء آراء كثيرة في الفرق بين الحديث القدسي و القرآن الكريم و قبل عرض هذه الفروق سوف أعَرِّف أولا كلا من القرآن الكريم و الحديث القدسي على حدة .. ليتضح الفرق بينهما
تعريف القرآن الكريم :
القرآن الكريم هو اللفظ العربي المُنَزَّل على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم المنقول إلينا تواترا المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر سورة منه
تعريف الحديث القدسي :
الحديث القدسي هو ما يرويه الرسول صلى الله عليه و سلم عن ربه تبارك و تعالى تارة بواسطة جبريل عليه السلام و تارة بالوحي أو الإلهام أو المنام، مفوضا إليه التعبير بأي عبارة شاء، من أنواع الكلام، أي أن الحديث القدسي لفظه من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم و معناه من عند الله سبحانه و تعالى
رواية الحديث القدسي :
و لرواية الحديث القدسي صيغتان :
إحداهما : أن يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما يرويه عن ربه و هي عبارة السلف، و اختارها الإمام النووي رحمه الله
و الثانية : أن يقول : قال الله تعالى فيما رواه عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم و المعنى واحد
مقارنة بين الحديث القدسي و القرآن الكريم :
1/ القرآن معجز و الحديث القدسي غير معجز
2/ القرآن تصح به الصلاة بخلاف الحديث القدسي بل هو يبطل الصلاة
3/ منكر القرآن كافر، و منكر الحديث ليس بكافر و إنما هو فاسق
4/ القرآن لفظه و معناه من عند الله، و الحديث القدسي لفظه من عند الرسول صلى الله عليه و سلم و معناه من عند الله سبحانه و تعالى
5/ القرآن لا تصح روايته بالمعنى بخلاف الحديث القدسي فيجوز بالمعنى دون التقيد باللفظ
6/ لا يمس القرآن إلا طاهر، و الحديث القدسي يجوز مسه من المحدث
7/ لا يجوز للجنب قراءة القرآن أو حمله بخلاف الحديث القدسي
8/ كل حرف من القرآن يعطى قارئه عشر حسنات و الحديث القدسي ليس كذلك
9/ القرآن لا يصح بيعه ( أحمد بن حنبل ) أو يكره بيعه ( غيره من الأئمة ) و الحديث القدسي يجوز بيعه.
الفرق بين الحديث القدسي و الحديث النبوي :
قدمنا أن الحديث القدسي يرويه الرسول صلى الله عليه و سلم عن ربه، و الحديث النبوي ليس كذلك، فليس مرويا عن الله سبحانه و تعالى و لا يصح إضافته إليه
و السؤال الآن، هل الأحاديث القدسية فقط دون الأحاديث النبوية و دون بقية السنة المطهرة هي التي جاءت بوحي ؟
الواقع أن هناك خلافا في هذه النقطة و الصحيح أن الأحاديث النبوية و بقية السنة قد جاءت بوحي أيضا و دليله قوله تعالى " و ما ينطق عن الهوى " و قوله صلى الله عليه و سلم : " ألا إني أوتيت الكتاب و مثله معه " و الله أعلم
[center]